Friday, March 5, 2010

العدد السابع و الثلاثون ........ " رســـــــالة فى حــلــــــــــم


فى أحدى البيوت القديمة وفى زمن ليس ببعيد جلست فتاة فى المنتصف من عمرها على كرسيها الهزاز فى غرفتها التى تكاد تكون مُعتِمة. كان السكون يعُم المكان أكثر من ما هو معتاد علية فى ذلك الوقت من الليل. طوقت الفتاة نفسها بشالها الأسود حيث ان الجو كان قارس البرودة و لم يكن هناك اى منبع دفء بقربها فى ذلك الوقت. كانت نظراتها مكلهمة ,متأملة فى اللا شىء تميل عينها نحو اليمين تاره و نحو الشمال تاره اخرى دون ان ترتكز عيناها على شىء محدد بعينه. كانت تعبيراتها تكاد أشبه بالجمود لا حياة فيها.

جلست الفتاة وحيدة لا تعرف ما يحدث لها, لما يحاوطها هذا الشعور الفظيع بالوحدة والقهر. لماذا هذا الأحساس بأن عالمها الخاص لا يوجد بة سبب واحد يدفعها حتى للتبسم؟!!! هل من الممكن ان يكون الدافع وراء ذلك الأحساس هو شعورها بالوحدة المطلقة بين من يقال عليهم اصدقائها؟ هل يعقل ان يكون السبب هو أحساسها بالأحتقار الذاتى للنفس التى قبلت مغريات الكون دون النظر لما هو ابعد من ذلك؟
لقد كان شعورها يقاتل فيها كبريائها الذى لم تعد تعرف ان كان من الصواب التغاضى عنة لأجل الأخرين ام الحفاظ علية كما تفعل هى و تتحمل العواقب!!! فالمعاير الأنسانية اختلفت,فعمل الخير أصبح يحسب بالنتيجة العكسية و اصبحت الشكوك فى افعال الأخرين سمة شخصية فى جيل هذا العصر. وحيدة هي فى احلامها و نظرتها فى من حولها فتحسب عليها افعالها و كلمتها من قلوب اعارها الشك كل خصالة.

ترجع الى الخلف و تتذكر كيف كان شعورها و هى ذاهبة لتقابل صديقاتها بلهفة بعد مده كبيرة من الزمان و لكنها سرعان ما تصطدم ببرود لقائهم فتشعر بقبضة فى قلبها. كيف كانت أنوثتها سبب فى حد حريتها حين تمشى فى شوارع منطقتها لتؤدى اغراضها او حتى لتصل من مكان الى اخر دون ان تُترك فى حالها من الشباب الفاقد للقيم! أو حتى لصدمتها من كبار السن المراهقون؟!! و ما اكثر صدماتها فى الحياة. بين المعايير الحياتية المتعارف عليه بالأخلاق و ما هو مطبق منها
"ما هذا الزمان ؟ كيف اعيش بسلام؟" تساؤلات دائما ما كانت تأتى فى خاطرها المشوش. و لكنها لم تكن سعيدة بما تحيا فيه لا و انما كانت تفتقد شيئاً لم تعرف ماهيتة, شيئاً يجعلها تشعر بالسعادة و الأمان. ما هو؟ لم تستطع الأجابة على تسائُلها .

أغمضت عينها و باتت تتذكر أيام طفولتها السعيدة حينما كانت تذهب مع جدها الى المصايف فى اجازة أخر العام, و كم كانت تسعد بصحبته وتحب ان تراة يذهب الى صلاة الفجر بأنتظام وكم كان يحثها على سماع ندوات الشيخ الشعرواى بعد صلاة الجمعة!!! انطلقت تنهيدة عميقة من قلبها و هي ما تزال مغمضة الأعين كأنها تحاول التشبث بتلك الرؤية التى اصبحت الأن ضمن الذكريات.

ولكن يبدو ان حتى التمسك بالذكريات اصبح شىء يصعب تحقيقه، تداخلت عليها الرؤى- تضاربت الأفكار و الذكريات الحديثة منها و القديمة, تشتت افكارها حينها تنازعت دمعة على الخروج من عينها التى كانت لا تزال مُغلقة و كأنها تشق الطريق لفيضان دموعها التى لم تعد قادرة على ايقافها.

بَكت و بَكت حتى صار البكاء نحيب و هي لا تزال فى ظٌلمتها تشعر بالبرد ولا تعرف اين طريق الدفء!
تسألت فى نفسها من بين ألمها من وسط دموعها " ما الذى ينقصنى؟؟" لما انا تعسة؟ لما لا اشعر بما كنت اشعر به فى طفولتى؟" و لكنها لم تسمع رداً غير صدى للكلام.
انطلقت منها صرخة آلم و قالت " لم أعد اتحمل" و من كثرة الدموع و من كثرة آلمها ... استسلمت الفتاة لحزنها الذى اخذها الى عالمها الأفتراضى (عالم الأحلام) . لتجد نفسها فى غرفه كاحلة عَتمة لا يوجد بها أى ضوء, تشعر بالأختناق و عدم الأمان, تركض فى الأركان لا تجد جدران, تخبط الأرض من تحتها تصرخ تبكى و من ثًَمَ تنهار.
حينها رأت بصيص من النور المشرق فى أحدى الزواية البعيدة, التى لم تلاحظها من قبل بسبب كانت تجهلة. تجمدت دموعها أندهشت نظرتها وأسرعت دقات قلبها ترجف بداخلها. شعرت ان خطواتها ثقيلة لا تستطيع الأقتراب تحاول الوصول للضوء و لكنها تشعر أن هناك حمل فوقها يمنعها من الأستمرار . تحاول و تقسى على نفسها و لكنها تقف فجأة و تتعجب , لقد كان ذلك الشخص الذى رأته واقفاً عند ذلك الضوء حيث أحَست بالدفء و بالأمان.

نظرت إليه و هى تقترب منه مُحاوِله التغلب على الأغلال التى تُكبل خطواتها... شعرت أنها اذا وصلت اليه سوف يدلها على الطريق الى صفاء الوجدان و البُعد عن تلك الآلام ... وعندما أصرت على الوصول وعزمت على التغلب على القيود أقترب منها ذلك الشخص الذى لم يتحدث إليها قط, وانما مد اليها يد العون و أخدها الى ذلك الضوء و شعرت كما لو كان يريد ان يوصل لها رسالة!!!...

كانت كل خطوة تأخدها مع ذلك الشخص نحو الضوء يشعرها بأن ثقل خطواتها بدء يتلاشى ... و لكن ما كان يَعترى اهتمامها ان ذلك الأحساس باليأس , بالجمود, بالآلام , بالوحدة و البرد بدء يتحول الى راحه, إطمئنان, دفء غريب و أمل مُبهم.

فى طريقها مع ذلك الشخص تنهدت ولم تكن تنهيدتها تِلك المَرة بسبب ثقل انفاسها وإنما لأتساعها لدرجة اثارت دهشتها. نظر اليها الشخص و أشار الى أخر جالس فى ردائة الأبيض يُصدَر منة صوتٌٌ عذب , صوتاً اهتزت له مشاعرها صوتاً كانت قد اشتاقت اليه روحِها البائسه .فأقتربت وهي صامته كى لا تضيع عن مسامعها كلمة واحدة مما كان يتلو وحينها سمعت منه كلمته التى انهى بها انشادة الملائِكىِ حين قال " صدق الله العظيم". ألتفت لها الرجل مبتسماً وقال: " يا صغيرتى اذا كنتِ تبحثين عن السعادة و الأطمئنان فعليكى بالصلاة وقراءة القرآن فهم حقاً خير الصديق والعون حتى تَجِدى ما تبحثين عنه من صفاء الوجدان".

أفاقت الفتاة فى كرسيها الهزاز على صوت آذان الفجر فتعجبت لما حلمت و لكنها سرعان ما أيقنت أن الله اراد ان يرشدها الى طريق الراحة و الأمان, فأستغفرت رب العرش الرحمـــن و قامت و شرعت فى الصلاة و بعد انتهائها توجهت الى مصحفها الذى كان يحمل من التراب اطنان و مسحتهُ و قبَلتهُ و بدء صوتها يرج الأركان بصوتها العَذِب فى قرآءة القرآن.
بدء نور الصباح يشرق فى غرفتها المظلمة و بدء الدفء يتخلل جسدها و ابتسمت بسمة رضا
سائلة نفسها "كيف أغفلت عن قراءة القرأن كل ذلك الزمان؟ كيف؟"

وأحب ان اضيف لمقالى قصيدتى بعنوان " صفاء الوجدان" و التى تقول
:

كانت حياتى روح أسيرة فى قصر عالى...
لا يأتى إليها صوت, ولا ضوء من قمر الليالى...
كانت شموعى ظلام, و الحزن آنيس الأيام...
لم يأتى على يوم فرح و لم اشعر قط بالأمان...
وملأت من دموعى مئة كئس, و ملأ صمتى المكان...
و مرت على الأيام, و اقتحم ضوء غريب الظلام...
كان هذا الضوء فية دفء, كان يحمل معنى الأمان...
وأخذنى منى, من وحدة ظُلمتى الى الزحام...
فتأملت مَن حولى, خفت, جريت لا اجد جدران...
اأين أذهب و انا لا اعرف هذا الزمــــــان؟!...
فجاء ضوئى يرشدنى, يُطمئِنَنِى ها هنا الحنان...
فرأيت شخصا واقفا قرأت فى عَينيةِ صفاء الوجدان...
فجريت نحوة مسرعة, متسألة اأنت حقاً إنسان؟!!...
فأخذ بيدى وأرشدنى الى طريق كان فى النسيان...
كان طريقآ منيرآ و فى أخرة شخصآ يقرأ القرآن...
و قال لى " هذا هو سر صفاء الوجدان".


و اخيرا احب اقول يا ريت منخليش الدنيا تلهينا عن احب كتاب لينا هو كتاب الله ... لأنة بجد هو خير صديق و كفيل بأنه يخليك صافى الروح و البال و الوجدان . أرموا همومكم على الرحمــــن هو خير العون فى كل وقت و اذان.
و احب اختم المقال و اقول "اتفوووووووو" على اى حاجة تلهينا عن طريق الطاعة و قراءة القرآن. و ربنا يهدينا و أياكم

بقلم ريهام هشام .

No comments:

Post a Comment