الساعه الحاديه عشر مساء في احدي ليالي شهر نوفمبر الممطره حيث ان نوت المكنسه قد هلت علي الاسكندريهعيادة الدكتور احمد عبد الحكم بالانفوشي قاعه الاستقبالالممرض رضا مرزوق نائم علي مكتبه وقد خلت القاعه من المرضي لو يبقي بها سوي الكراسي الدمياطي الخشبيه القديمه وجهاز التلفاز ال14 عشر بوصه الذي تقدم صوت بدون صوره او صوره بدون صوت حسب التساهيل و منضدضه زجاجيه دات ارجل خشبيه عالبا ما من عصر الخدوي توفيقكلذلك لا يمثل للممرض الغلبان اي هتمام وقد اسلم جفونه لسطان النعاس بعد ان دخل المريض الاخير الكاتب عبد السلام الابياري لكاتب الشهير الصديق المقرب للطبيب وهو يعلم انا لاستاذ الابياري لفتره وجيزه واصبح يدام زياره صديقه الصدوق بصوره مستمره منذ ما يقرب من الشهر اليوم قد اتي يحمل في يداهطرف الاشعه الكبير هولا يعلم ما هي القصه فان الدكتور عبد الحكم لم يخبره وا يعطيه ىمعاومات العاديه ةعن الحاله ولم يضع بياناته في احد الملفات الصفراء الشهير الخاصه بالحالات كل هذا لم يمثل اكثر من لحظه اهتمام يحظي بيها الكاتب عند دخوله وخروجه من غرفه الطبيب ثم يهتو مع اوجاع والم حياة الممرض ولا توعد للظهر الا مع كل زياره جديده للكاتب لصديقه الطبيب.هي داخل غرفه الطبيبتردد صوت ام كلثوم الحاني من ازاعة ااغاني وقد شوه الصوت الجميل قدم راديو الطبيب قد جلس الكاتب علي احد الكراسي امام مكتبه في حين يقف الطبيب امام جهاز عرض الشاعه ويضع يداه في وسطهعبد الحكم: مش عارف اقولك ايه يا عبد السلام بس دي تالت اشاعه نعملها تدينا نفس النتيجهعبد السلام: طيب والحال يا حكيم انا مستعد اعمل اي حاجه اصرف اي فلوس انت عارف فلوس كتيرعبد الحكم: الموضوع مش فلوس يا عبده انت مرضك ده نادر ملهوش علاج في العالم كله مش في مصر بسيعني موت المفاجئ لخليه المخ ده مش معروف ليه سبب ملهوش علاج في كل العالم انا براسل بروفيسور في جامعه بوسطن متخصص في امراض المخ ومستني رده بعتله الاشاعه الي فاتت وطلبت منه مشوره ومستني رده في خلال الاسبوع ده عبد السلام: طيب رد عليا بسرعه انا مش هقدر اقعد كده انا راجل مهم ومش فاضي واهم حاجه عندي محدش يعرف اني مريض انا راجل مهم في الدوله واعدائي كتير ولو حد عرف اني مريض يقتنصوني ده الي خلانياجي لواحد زيك انت يا عبد الحكم دكتور كبير اه الي خلك تاخد عياده في المكان الحقير ده انت كان ممكناحسن واشهر دكتور في مصر يبقي كشف ب خمسويه ولا الف جنيه بس انت الي فقريعبد الحكم : عمرنا ما هنتفق يا عبده انت اخترت طريق وانا اخترت طريق تاني خالصانت بقيت واحد من المؤثرين في اصحاب القرار في البلد وانا بقيت دكتور غلبان بروح كل يوم ب 100 جنيه انا فرحان بحباتي كده وسعيد بالي وصلتله عبد السلام : سعيد باه بفشلك ده ..... اي دكتور بامكانياتك دي كان زمانه بقي اعظم دكتور في الشرق الاوسط بي زي منا قلتلك فقري من يومكعبد الحكم : هو عشان الشرق الاوسط دي احنا مجتمعناش انت بتسميها الشرق الاوسط وانا بسميها المنطقه العربيه هو ده اساس كل اختلفنا يا عبده انا مشيت في المظهرات وانت خطبت في الاجتماعت انا دكتور غلبان وانت راجل اعمل صحفي كبير بس يا عبده انت مين حوليك بيحبك؟ انا كفايه عليا دعي المرضي بتوعيتزكرتي الي ب5 جنيه الي مش عجبك دي بتوزن اد ايه عند ربي يوم القيام هتقوف يا عبده بين ايده تقول له ايه اذيت كام واحد عملة ثروتك يا عبده دي منين يا عبده احنسبها صح هتاخد ايه معاك وانت ماشيعبد السلام: انت هتفضل طول عمرك كده دماغك قديمه ومستشخلي وعايش في الدور انا غلطان اني جيت لواحد زيك غادر عبد السلام غرفة مسرع نزل علي درجات السلم ليد سيارته الفاره في انتظاره بالسفل عبد السلام : يلا يا حسنين عايز ابقي في مصر بعد ساعه من دلوقتيحسنين السواق: حاضر يا عبد السلام بيه.انتلقت العربيه تنهب شوارع الاسكندريه المبتله تحت امطار المكنسه وكان هذه الامطار الغزيرهويتأمل عبد السلام المطر راح يتذكر الماضي عندما كان في قرية بالشرقيهوامه التي كانت ترعي طفل بعد ان مات زوجها فراحة تربي اطفالها نعم انها امرأه ومكافحه كانت استطاعت ان تربي ابنها الصغير ويبقي ابن مدارس ويدخل كليه الادب في القاهره كلما تزكر امه وهي تحلب البقره الوحيد وتصنع الجبن وتاخده معها لتبيعه في السوقكلما تزكر انها رفضت ان تعيش علي احسان اهل القريه وفضلت ان تعمل علي ان تعيش علي نفقه اموال الزكاه او اموال الوقف والهبات من اهل القريه لكم من مره رفضت الطعام والمال الذي كان يرسله لها الجيران فقط اريد بقره اعمل من لبنها الجبن وابعه في السوق وكان لها ما اردت واحترم فيها اهل القريه عزه نفسها كان هو ينظر لها بنظره مغايره تلك الغبيه التي تريد ان تعمل وتشقي لماذا وهي يمكنها ان تعيش دون اي عناء مرتاحه لماذا عليه ان يذكر تحت انوار الطريق الزراعيلماذا عليه ان يخرج معاها الي السوق لماذا عليه ان يرعي بالبقره لماذا علي ان يعمل اجاريا بالصيف حتي يوفر نفقات الشتاء والدراسه لماذا كل ذلك وهو يمكن ان يعيش مرتاحا عفي احد الايام تحت نور الطريق السريع هذا هو اليوم الذي تعرف فيه علي صديق عمره عبد الحكم الذي كان عائدا مع والده عمده القريه بعد ان كان قد حضر احدي الموالد في القريه المجاوره ومن يومها اصبح عبد الحكم وعبد السلام ظلين لا بفترقان كان عند السلام يذاكر مع عبد الحكم في منزله وجد فيه عبد الحكم الصديق ووجد فيه عبد السلام المنفعه والراحه العشاء الدسم في ليله كل يوم دراسه ولا مانع ان ياخد بعض القروش من العمد بحجه توصيلها الي ولدته و مرت الايام ودخل الصديقان الجامعه بالرغم من ان عبد الحكم كان الافضل فقد دخل الطب الا ان فرحة القريه بعبد السلام كانت لا توصفعبد الحكم: مبروك يا عبده هندخل الجامعه مش هتروح تفرح امكعبد السلام : افرحها بايه انتطبعا فرحان عشان انت دخلت طب وانا دخلت اداب طبعا يا ابن العمده محدش يقدر يبقدريبقي زيك عبد الحكم: ايه الكلام الي بتقوله ده يا عبد السلام انت عارف ان احنا اخوات وعمري مفكرت بالاسلوب دهوبعدينالبلد فرحانه بيك اكتر ما هما فرحانين بيا شيل الفكر ده من دماغك انت اغلي شاب عند اهل القريه عبد السلام : انا بكره هوريكوا كلكوا مين هو عبد السلام هتشوف بكره انا هبقي ايه وانت هتبقي ايه؟ يرن جرز هاتف السياره ويرد السائق حسنين ويعطي الفاتف لسيده عبد السلامعبد السلام :الو ايون يا توفيق خير في ايه؟توفيق : العمال بتوع مطبعة امابه يا ريس عملين اعتصام عشان زميلهم الي اترفدواعبد السلام : سبهم يخبطوا دمغهم في الحيط وخليهم يجيوا اخرهم طول ما معانا الناس الكبار متخف يا توفيقتوفيق :بس ياريسعبد السلام : مفيش بس خلي الامن بس يحاطر المطابع واتصل بوزير الدخليه واطلعله بكذا اسم من الي انت عايز تخلص منه وقل عليهم محرضين وانا لما اوصل مصر هكلمه.عبد السلام: يا حسينين احنا فين دلوقتي؟حسنين: احنا في بركة السبع يا بيهعبد السلام : طيب شد حيلك شويه عايز اكون في مصر قبل الشمس ما تشرق .اسند عبد السلام راسه علي الكرسي واغمض عيناه لينال قسطا من الراحه حتي يصل القاهرهوغفا وعادل لتفكير وهلاوسه بحياة الجامعه , لم تعد الحياة سهله كماكانت السابق انه يعيش بالقاهره واختلط بمجتمع لم بعتاد عليه من قبل يحتاج لمزيد من المصاريف كذلك المجموعه التي تعرف عليها كانت من بعض الشباب المطرفين كان هو بالنسبه لهم عبد السلام محمد الابياري ابن عمده كفر الابياريه بالشرقيهكان ما ترسله له امه من امال لعيش بيها لمده شهر ي نفقها هو في يوم واحد فكر في العمل ولكنه فشل كيف يكون منظهره وهو يعمل باحد محلات العصير واو صبي ميكانيكي او اي وظيفه حقيره اخري من وجهة نظره كانت النهايه ان يعلم احد اصدقاءه ولا د الاكابر حاله الواقع رفض ان يعيش مع عبد الحكم متعلل ببعد كليه عبد الحكم عن كليته فهو لا يمكنه ان يخفي غيرته وحقد علي عبد الحكم لفنره طويله كان دائما تحتقر من حوله فهو بالنسبه له اقل منه درجه فهو الازكي وهو يعلم انه الاكثر زكاء لا يجد مجودا كبير في حفظ الاشياء لديه زاكره الكمبيوتر وعسن كميرا كما يقلون يعلم انه ليس له لا وظيفه واحد هي التي ستوفر النجاح ومكانها الطبعي هي الجامعهلن يخدع نفسه بماد وافكار ليس لها قيمه ولن يجهد نفسه بتبرير افعاله لنفسه هو ليس غبيا يعلم ماذا يفعل وماذا يريد كان هدفه هي تلك الفتاه التي هي شعله نشاط مريم رئيسه اسره استقال مصر فتاه خرجت من احد ازقه القاهره كانت من المؤمنين مصر وكان ذلك الموقت عصيباسينا تحت الاحتلال والجيش مهزوم وحاله من الفوضي مختلطه بالصدمه والزهول خرج الجميع يعبر عن غضبه عن صدمه احساسه بالتيه كان عبد السلام بالمرصاد اته الي امن الجامعه اعلن عن تعاونه وانه هو المسؤل عن تلك الفتاه انها عمليه انها تهدم مصالح البلد وانا لها فتاه تعيش بالسياسه ستسق مع اول كلمتين رقيقتين وكان له ما اراد كانت هي في المعتقل وهو ضمن وظيفه محترمه في واحد من الجرائد الكبيره بعد التخرج ولم تكن الاولي ولا الاخرير كل من وقف في طريقه ازاحه وصل الي اعلي الدوائر الحكوميه وفتح له الحزب الحاكم احضانه ليزيده قوه وجبروتحمد الله علي السلامه يا عبد السلام بيه وصلنا مصرعبد السلام: الله يسلمك يا حسنين اطلع علي الجريدهحسنين : مش تروح ترتاح با بيه الاول هو مش الحكيم طمن يا بيهعبد السلام :اه اه سوق وخليك في حالكبس خلاص الالمشهد التاني السبوع الجاي بقيه
كريم يوسف
No comments:
Post a Comment